أسباب فرقة العالم الإسلامي

أسباب فرقة العالم الإسلامي

تتعرض وحدة العالم الإسلامي لمزيد من العوائق

وسنشرح ذلك لافتين الأنظار أولا إلي الوحدة
الألمانية ، التي عندما تمت بين ألمانيا الشرقية والغربية كان يوم إعلانها
عيدا في البلاد كلها

فقد زالت الفوارق المصطنعة ، وعاد المواطنون الألمان جميعا صفوفا متراصة تحت راية واحدة ، وشيعت ذكريات الفرقة باللعنة والمقت ؛؛

وأسأل
هل وقع شيء من ذلك عندما خرجت خمس دول إسلامية من وراء الستار الحديدي
لتنضم إلي العالم الإسلامي الكبير ؟

لقد فرح بعض الناس واستبشر بمستقبل أفضل لإخوان العقيدة ، ولكن جماهير كبيرة كانت تسمع

الأنباء وهي في مكان بعيد ، وكأن الأمر لا يعنيها ، أو يعنيها علي المجاز لا علي الحقيقة ويرجع ذلك إلي أمور أولها ؛؛

نجاح
السياسات الاستعمارية في إقامة قوميات مختلفة علي الصعيد الإسلامي بلغت
سبعين جنسية ،

تستظل
كل واحدة منها بعلم خاص ، وأبناء الوطن الواحد قد يشعرون بقرابة الإيمان
بينهم بين الآخرين ،

ولكنهم
معنيون قبل كل شيء بإخوانهم داخل الحدود التي رسمتها السياسات العالمية،

فالمصري
يهتم بالإسكندرية أكثر مما يهتم بيافا , والسعودي يهتم بتبوك أكثر مما
يهتم بالخليل وقد استقرت الأوضاع العالمية علي ذلك ، وارتضينا نحن ما كان
؛؛

أما قول الرسول صلي الله عليه وسلم ( المسلمون أمة واحدة
يسعي بذمتهم أدناهم وهم يد علي من سواهم) فأمل لا يعرفه الواقع الأليم
وعندما نسعي إليه نعتبر خيالين

ومما بعث في نفسي ألم دفين أبوح
به لأول مرة أن أحد ألأخوة في إحدي المنتدى وللأسف من سوريا ،، رغم عاطفتي
وحبي الشديد لسوريا وشعبها ،

اتهمني بأنني من جماعة الأخوان
المسلمين من مصر وأن الأخوان المسلمين يساندون بشار الأسد ضد شعب سوريا

حزنت كثيرا لهذا الاتهام الباطل الذي لا أساس له من الصحة ، ولا أعلم من أين جاء بهذه التهمة ؟ ولماذا هذا الاتهام ؟

الأمر
الثاني ، أن بعض الشواذ يسلطون الخلاف في الرأي علي مبدأ الأخوة الجامعة ،

فإذا كان يري لحم الجذور ناقضا للوضوء أو سدل اليدين ناقضا
للصلاة ، طارد مخالفيه في الرأي ، وضيق عليهم الخناق ليلحقهم بأهل الملل
الأخرى ؛؛

وعندما يغلب هذا السفه فالويل لهذه الأمة ، وأذكر
شابا جاءني يسألني أن أقترح له اسم كتاب يدرسه في الفقه فذكرت له كتاب فقه
السنة للشيخ سيد سابق ،

ثم استدركت أسأله ، ماذا قرأت من كتب الأخلاق ؟ فسكت متحيرا ::

فقلت له : لا بد أن تقرأ أولا تعاليم الإسلام في الصدق والأمانة والوفاء والحياء والرحمة والحب ،،، إلخ فلا قيمة لفقه بلا خلق ؛؛

وهناك
أمر ثالث : أن الغزو الثقافي يشن غارة شعواء علي التقاليد الموحدة للأمة
الإسلامية ، وقد علمنا أن التاريخ الإفرنجي يسبق التاريخ الهجري ،

وأن القانون يسبق الشريعة وأن الرطانات الأعجمية تسبق اللسان الفصيح

وقد
لا حظت أن اليهود حراص علي عبادتهم ، في المفاوضات الأخيرة ، علي حين
يتبجح العرب بترك الصلاة والصيام ،،

ويقولون عن أنفسهم : إنهم علمانيون أو ليبراليون ،، لقد برزت في أيام مشئومة عروبة عريانة عن الإسلام فماذا صنعت بالأمة الواحدة ؟

أثارت
البربر في أقطار المغرب ، وأثارت الأكراد في العراق ، وأثارت الشيعة علي
السنة ،

وأقرت
الفواصل بين العرب والترك ، والهنود والزنوج ، وهزمت الإسلام في ميادين
كثيرة، وأعانت الأديان الأخرى علي الانطلاق ، وتسنم مراكز الصدارة ؛؛

إن الوحدة الإسلامية تحتاج اليوم قبل الغد ، إلي أن نراجع أنفسنا وأحوالنا ، وإلا فسيل الهزائم لن يتوقف

نسأل
الله تعالي أن يوحد كلمتنا ويرفع رايتنا ، وينزع الغل والحسد من قلوبنا ،
ويجمعنا علي كلمة الحق والدين والسير علي منهج نبيك الكريم محمد صلي الله
عليه وسلم

اللهم آمين

_________________