بقلم: ياسمين عطية
الأطفال جميعا في جميع المراحل العمرية، سواء كانوا في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة أو الطفولة المتأخرة أو المراهقة، يحتاجون لأشياء معينة من أمهم سواء كانت تعمل أو ربة منزل.
أم سعيدة
الكثير منا لا يعطون للسعادة قدرها بل الكثير أيضا يعدون الشعور بالسعادة رفاهية. فلنغير مفهومنا، فإذا كنتي سعيدة بداخلك فسيظهر هذا الشعور على تصرفاتك مع الأخرين وسينعكس ذلك على طريقة تعاملهم معك أيضا بالتبعية. فإذا كنتي سعيدة سيشعر طفلك بذلك و سينمو شاعرا بالحب والسعادة لإنه تربى في كنف أبوين تملأهما السعادة. أما إذا كنتي غير سعيدة في حياتك فالنتيجة ستكون العكس.
العديد من الأمهات يتخذون قرار "سأترك العمل لأعتني بالأطفال" معتقدين أن هذا هو القرار الصائب. ولكن ليس بالضرورة أن يكون القرار الصائب لكل إمرآه. فهناك سيدات بحاجة إلى إثبات أنفسهن وأن يشاركن في العمل في المجتمع الخارجي لكي يشعرن بالسعادة. لذا فإذا كانت مشاعرك و رغبتك تدفعك للذهاب إلى العمل في حين أن لديك أطفال، فإتبعي مشاعرك فذلك سيؤدي بك إلى حياة أسعد و أصح نفسيا و جسمانيا و سينعكس ذلك على أطفالك وصحتهم أيضا.
المثل الأعلى
أبنائك في حاجة للمثل الأعلى في حياتهم، خاصة إذا كانوا صغارا لأنهم وهم صغارا ينطبع هذا المثل في ذهنهم ويكون هذا تصورهم عن مستقبلهم. أطفالك يحتاجوا أن يروكي أكثر من أم، فأنت إنسان أيضا ولديك أحلام وتطلعات وطموحات و تسعين جاهدة أن تحققيهم مهما طال الوقت.
ذلك سيعلم أبنائك قيم مثل ألا يتركوا أحلامهم أبدا ويعيشون في سعي دائم لتحقيقها. ستسدين لأطفالك معروفا بإستثمار مواهبك خارج المنزل ولكن في نفس الوقت يجب أن يعلموا ويشعروا أن كل شيء تحت السيطرة في المنزل.
تعلم تحمل المسئولية و الإستقلال
يحتاج الطفل أن يتعلم تحمل المسئولية و الإستقلال ليساعده ذلك في حياته المستقبلية. أغلبية الأطفال الذين لا تعمل أمهم يعتمدون عليها إعتماد كلي في شئون المنزل وشئونهم. وحتى إذا حاولت أن تكون صارمة معهم و تجبرهم على القيام بأعمال منزلية سيراوغون و سيتراخون في العمل طالما هي موجودة. يصبح الأمر أكثر سهولة مع الام العاملة، فهي تربي أبنائها على أن يتدبروا أمرهم في غيابها. والأمر هنا يكون أن تعلمهم قبل أن تذهب إلى العمل و تحرص على تعليمهم المهارات الملائمة لأعمارهم لكى لا يحدث ما لا يحمد عقباه لا قدّر الله.
الدعم المادي والإقتصادي
تربية الأبناء أمر مكلف وكلنا نريد أن نمنح أبنائنا كل شىء ولا يمنعنا سوى أبسط قواعد الإقتصاد: الحاجة و الموارد المحدودة. الأم العاملة تكون هي العامل الذي تحتاجه العائلة لكي تتوفر إحتياجتها. فعندما تعملين ستستطيعين أن توفري لطفلك الحضانة الجيدة التى ستنمي وتزود مهاراته العقلية ومهاراته الإجتماعية و الراحة الإجتماعية و النفسية. فإذا كانا الأب و الأم يعملان فستكون هناك فرصة أفضل للطفل للحصول على إحتياجات الطفل الباهظة الثمن التي يحتاجها في مراحله العمرية المختلفه من اللعب أو الأدوات التعليمية.
الوقت المفيد
طفلك يحتاج لوقتك أهم من أى شىء أخر في العالم. فوقتك يعد الوقت المفيد الذي تستمعين فيه إليهم. الوقت الذي تستمعين لإحتياجاتهم و مشكلاتهم و تخوفاتهم. الوقت الذي تخرجون فيه وتقومون فيه بالأنشطة سويا. ببساطة الوقت الذي تكونين فيه حاضرة بحيث يشعرون أنك موجودة من أجلهم ولأجلهم. العديد من الأمهات العاملات يشعرن بالتقصير تجاه أبنائهم مما يجعلهم أكثر تجاوبا مع الأطفال حين يكونوا متواجدين معهم وأكثر إظهارا للأمومة. إحرصي على أن تتركي حياتك المهنية ومشاكلك خارج منزلك حين تعودين إليه وتكوني مع أطفالك. تلك الوقت المفيد الذي تقضونه معا سيجعلهم يدعمون عملك وحياتك المهنية أكثر لأنهم سيشعرون بأن ليس هناك جانب سلبي عليهم بل بالعكس فعملك ينعكس عليهم بالإيجاب.
هل أترك العمل أم لا؟
لا توجد إجابة صحيحة لهذا السؤال، فقط كوني صريحة مع قلبك و أتبعي ما يمليه عليكي. فإذا كنتي تشعرين بأن مكانك هو المنزل فلا تجعلي أصدقائك أن يؤثروا عليكي لكي تجدي حياتك خارج المنزل. فلكل شخص شخصية مختلفة وما يشعرهم بالراحة ليس بالضرورة أن يشعرك أنت أيضا بالراحة و العكس. أما إذا كان العمل جزء من هويتك فقومي به فقط إحرصي على مهامك تجاه أسرتك حتى لا تهملي زوجك وأبنائك.