إذا اشتدَّ الحبلُ انقطَعَ, وإذا أظلمَ الليلُ انقشَعَ, وإذا ضاقَ الأمرُ اتَّسَعَ, ولن يغلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ
احرص على ترتيبِ وجباتِ الطعامِ, وعليك بالمفيدِ، واجتنبِ التخمة
قدرِّ أسوأ الاحتمالاتِ عند الخوفِ من الحوادثِ, ثم وطّنْ نفسك لتقبلَ ذلك فسوف تجدُ الراحةَ واليسرَ
تفكّرْ في رحمةِ الرحمنِ، غَفَرَ لبغيٍّ سقتْ كلباً، وعفا عمن قَتَلَ مائةَ نفسٍ، وبسط يده للتائبين
بعدَ الجوع شبَعٌ، وعقب الظمأِ رِيٌّ، وإثر المرض عافيةٌ، والفقرُ يعقبُه الغنى، والهمُّ يتلوه السرورُ، سَنَّةٌ ثابتةٌ
تدبّرْ سورة: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ.. وتذكرْها عند الشدائدِ، واعلمْ أنها من أعظمِ الأدويةِ عند الأزماتِ
أين أنت من دعاءِ الكَرْبِ لا إله إلا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إله إلا اللهُ ربٌّ العرشِ العظيم ،لا إله إلا الله ربُّ السمواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريم
لا تغضبْ إذا غضبتَ فاسكتْ و تعوذْ من الشيطانِ وغيّرْ مكانك، وإن كنت قائماً فاجلسْ وتوضأ وأكثرْ من الذكرِ
لا تجزَعْ من الشدةِ فإنها تقوي قلبَك، وتذيقُك طعمَ العافيةِ، وتشدُّ من أزرِك وترفعُ شأنِك، وتظهرُ صبرَك
التفكر في الماضي حُمْقٌ وجنون، وهو مثل طَحْنِ الطحينِ ونَشْرِ النشارةِ وإخراجُ الأمواتِ من قبورِهم
انظرْ إلى الجانبِ المشرقِ من المصيبةِ، وتلمّحْ أجرها، واعلمْ أنها أسهلُ من غيرِها، وتأسَّ بالمنكوبين
ما أصابك لم يكن ليخطئَك، وما أخطأك لم يكنْ ليصيبَك, وجُفَّ القلمَ بما أنت لاقٍ, ولا حيلة لك في القضاءِ
حوِّل خسائرك إلى أرباحٍ, واصنعْ من الليمونِ شراباً حلواً, وأضفْ إلى ماءِ المصائبِ حفنة سكرٍ, وتكيَّفْ مع ظرفِك
لا تيأسْ من روحِ الله ولا تقنط من رحمة الله، ولا تنس عون الله, فإن المعونة تنزل على قدر المؤونةِ
الخيرةُ فيما تكرهُ أكثرُ منها فيما تُحُّب, وأنت لا تدري بالعواقبِ, وكم من نعمةٍ في طيِّ نقمةٍ، ومن خيرٍ في جلبابِ شرٍّ
قيّدْ خيالَك لئلا يجمحَ بك في أوديةِ الهمومِ, وحاولْ أن تفكرَ في النعمِ والمواهبِ والفتوحاتِ التي عندَك
اجتنب الصخبَ والضجةَ في بيتِك ومكتبِك, ومن علامات السعادةِ الهدوءُ والسكينة
الصلاةُ خَيْرُ معين على المصاعبِ, وهي تسمو بالنفسِ في آفاقٍ علويةٍ، وتهاجرُ بالروحِ إلى فضاءِ النورِ والفلاحِ
إن العملَ الجادَ المثمرَ يحررُ النفسَ من النزواتِ الشريرةِ والخواطرِ الآثمةِ، والنزعاتِ المحرَّمةِ
السعادةُ شجرةٌ ماؤُها وغذاؤُها وهواؤُها وضياؤها الإيمانُ باللهِ، والدارُ الآخرةُ
منْ عندَه أَدَبٌ جمٌّ، وذوقٌ سليمٌ وخُلُقٌ شريفٌ، أسعدَ نفسَه وأسعدَ الناسَ، ونال صلاحَ البالِ والحالِ
روّح على قلبِك فإن القلبَ يكّلُّ ويملُّ, ونوّعْ عليه الأساليبَ, والتمسْ له فنون الحكمةِ وأنواع المعرفةِ
العلم يشرحُ الصدرَ، ويوسعُ مدارِك النظرِ ويفتحُ الآفاقَ أمامَ النفسِ فتخرجُ من همِّها وغمِّها وحزنِها
من السعادةِ الانتصارُ على العقباتِ ومغالبةُ الصعابِ, فلذةُ الظفرِ لا تعدلها لذةٌ، وفرحة النجاحِ لا تساويها فرحةٌ
إذا أردتَ أن تسعدَ مع الناسِ فعامِلْهم بما تحبُّ أن يعاملوك به ولا تبخَسْهم أشياءَهم، ولا تضعْ من أقدارِهم
إذا عرف الإنسانُ نفسَه، والعلم الذي يناسبُه، وقام به على أكملِ وجهٍ ؛ وجد لذة النجاح ومتعة الانتصارِ
المعرفةُ والتجربةُ والخبرةُ أعظمُ من رصيدِ المالِ ؛ لأن الفرح بالمالِ بهيميٌّ، والفرح بالمعرفةِ إنسانيٌّ
إذا غضبَ أحدُ الزوجين فليصمتِ الآخَرُ، وليقْبَلْ كلٌّ منهما الآخرَ على ما فيه فإنه لن يخلوَ أحدٌ من عيبٍ
من عنده زوجةٌ وبيتٌ وصحةٌ وكفايةٌ مالٍ فقد حاز صَفْوَ العيشِ، فليحمدِ الله وليقنعْ، فما فوق ذلك إلا الهمُّ
الجليسُ الصالحُ المتفائلُ يهوَّن عليك الصعابَ ويفتح لك بابَ الرجاءِ، والمتشائمُ يسوّدُ الدنيا في عينك
-د.عـائض القـرني