اكتف باحثون أمريكيون أن النمو السريع لرأس الطفل ، قد يمثل علامة بيولوجية مهمة، تساعد في الكشف عن مرض التوحد النفسي قبل ظهور أعراضه . وسجل العلماء في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية ، ظاهرتين بيولوجيتين لنمو الدماغ ، تميز مرض التوحد، وهما صغر محيط رأس الطفل عند الولادة، والزيادة المفرطة والمفاجئة في حجم الرأس بين الشهرين الأول والثاني ، وبين السادس والرابع عشر من العمر. وقال باحثون في مستشفى الأطفال بسان دييجو، وأخصائيون في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، إن نسبة كبيرة من الأطفال، الذين يصابون بالتوحد، يتعرضون لتغيرات في نمو الرأس، وتغيرات أخرى في نمو الدماغ، الذي يزداد بصورة مفرطة, ويمكن ملاحظته بمراقبة الطفل، قبل نهاية عامه الأول .
وأشار الخبراء إلى أنه من بين 10 آلاف طفل يذهبون للطبيب، 600 منهم يتعرضون لزيادة معدل نمو الرأس، خلال الطفولة، ويصبحون طبيعيين، بينما يصاب 10 منهم بالتوحد . ويترافق التوحد عند الأطفال في سن العامين إلى ثلاثة أعوام، بتغيرات سلوكية ، تشمل تأخر الكلام، وصعوبات عاطفية واجتماعية، ومشكلات في التواصل مع الآخرين، ومع البيئة، ويكون منشأه أصلاً بيولوجيا عصبياً ، ولا يتوافر له علاج شافي، ولكن التدخل المبكر قد يساهم في تخفيف شدة المرض.
وقام العلماء في هذه الدراسة بتحليل المعلومات المسجلة عن محيط الرأس وطول ووزن الجسم لحوالي 48 طفلاً من الصبيان والبنات، تراوحت أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات مصابين باضطراب التوحد الطيفي ، حيث أظهرت الصور المغناطيسية المأخوذة لأدمغتهم تغيرات تقدمية شديدة .