عزاء
أعزي نفسي وإياك بقرب رحيل هذا الشهر الكريم .. الذي طالما تلذذ بعبادته المتلذذون .. واستنار بطاعاته الصائمون والمتهجدون ..قد قرب رحيلك يا رمضان .. كم حصلت فيك من طاعات .. وكم بُذِل في أيامك من حسنات .. كم من نفوسٍ تابت .. وإلى الخير أقبلت وتنادت .. وعن الشر أحجمت وأنابت .. كم من أشخاصٍ لربهم خضعوا .. وعن الشر أقبلوا ورجعوا .. فلله درُّك يا رمضان ..
تهنئة
إن كنتم ممن أحسن استقبال هذا الشهر الكريم .. فأهنئكم بالقرب من الرحمن .. والفوز بأعالي الجنان .. والحصول على الثواب من الملك الديان ..
أهنئكم بجنة غالية .. ومنزلة عالية .. وتجارة رابحة .. أهنئكم بمغفرة الذنوب .. والثناء عند علام الغيوب ..
فأبشروا بالخير أيها الصائمون القانتون .. فإن الأعمال قد كُتِبت .. والجوائز قد وُزِّعت .. أبشروا فإن ربكم كريمٌ منان .. يجازي بالعمل القليل .. ويعفو عن الزلل الكثير ..
احذروا
لا تكونوا ممن تتوقف عبادتهم عند انتهاء رمضان .. وتنقطع علاقتهم بربهم بعد رحيل هذا الشهر المبارك .. بل ليكن رمضان بداية الانطلاق إلى محطات الطاعات .. وجني الحسنات .. فإن كنتم ممن ختم القرآن عدة مرات في رمضان .. فما المانع أن تختموا ولو مرة واحدة كل شهر بعد رحيل رمضان ..
أوصيكم بالمواظبة على الطاعة في رمضان وغيره من سائر الشهور والأيام .. وكما قيل : كن ربانياً .. ولا تكن رمضانياً ..
تأكدوا
أخبَرَ السلف أن من علامات قبول الطاعة : فعل الطاعة بعدها .. فانظروا في انفسكم بعد رمضان ؟ فإن كانت للخير مقبلة ، وعن الشر محجمة ومدبرة ، فاسعدوا بقبول العمل إن شاء الله ، وداوموا على ذلك .. واستمروا على تلك الطاعات ولو بفعل القليل منها .. فقليل دائم .. خير من كثير منقطع .. أسأل الله لي ولكم الثبات ..
دعاء
كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إذا خرج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم صيام رمضان وقيامه .. فهل اقتدينا بهم ..فدعاء الله سبحانه وتعالى والتضرع إليه من أعظم أنواع القَبول ..فتضرَّعوا إلى الله .. وانكسِروا بين يديه .. وأكثروا من سؤاله .. فإن الدعاء باب عظيم غفَل عنه الكثيرون ..
إخلاص
إن من أعظم قبول الأعمال .. وأوكد الحصول على ثواب الطاعات .. هو ابتغاء وجه الله تعالى .. والذي هو ( الإخلاص ) .. فالإخلاص سبب كل خير .. وأساس نجاح كلِّ عمل .. فجاهدوا انفسكم على ذلك . لكي تفوزا بسعادة الدنيا والآخرة ..
تذكرة
الحرص ثم الحرص على كثرة النوافل بعد رمضان .. وهي أحب شيء إلى الله بعد الفرائض .. ومن الأسباب الجالبة لرضوان الله عز وجل ..
ومن ذلك : صيام الاثنين والخميس .. وركعتي الضحى .. وصيام ثلاثة أيام من كل شهر .. وغيرها من القُرُبات .. ..
دعوة
ليكن لكم سهمٌ في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .. وتعليم الناس الخير ولو بالدلالة عليه .. والحرص على أن تكونوا من ينال شرف مهنة الأنبياء والمرسلين .. وعليكم بالرفق والحلم .. فإنهما الزاد بعد الله عز وجل في طريق السير إلى الإصلاح
وأخيراً
الحرص ثم الحرص على صحبة الصالحة فإنهم يعنون على الخير.. .. وعن طريق الشر يبعدونك.. .. وتذكروا قول الباري جل وعلا : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم )