تعاطي الشباب للعقار الخطير ( الترمال)
تعاطي الشباب للعقار الخطير ( الترمال)
أنت مترمل؟
سؤال أصبح يتكرر كثيراً بين الشبان الفلسطينين في قطاع غزة بعدما أصبحت الابتسامة على شفاههم ظاهرة غير طبيعية , تفتح الباب على احتمال أن يكون الشاب من متعاطي عقار مدمر.
إن الترمال هو مسكن للآلام الشديدة ويتم وصفه من قبل الأطباء للحالات الخطيرة الناجمة عن الكسور أو بعد العمليات الجراحية لفترة محددة تصل الي أسبوعين ولا يتم تكرارها إلا بعد إجراء فحوص لمستوي الدواء في الدم.
وأوضح أخصائي الأعصاب وعلاج الطبيعي الدكتور محمد حمادة [ أن الترمال هو مسكن للآلام الحادة جدا حيث أن من السهل الحصول عليه ولكن من الصعب الإنتهاء منه ، فله مخاطر كثيرة ويؤثر على الجهاز العصبي لدي الإنسان وهناك بعض الحالات التي تم تحويلها من مركز الشرطة إلي المستشفى ، وتساءل د.حمادة عن دور الأسرة في تربية أبناءها ، وأشار أن على كل من الوالدين مراقبة أبناءهم قبل تعقد الأمور أكثر من ذلك.
وأوضح أن هناك آثار وعلامات مميزة للشخص المتعاطي منها بياض شديد على الشفاه ، شرود كبير وهو بين الناس ، والحديث كثيرا عن النكت ، وشرب السجائر والشاي والقهوة بشكل كبير ، والهلوسة في الكلام.
وأضاف أن من الأعراض الجانبية والأضرار التي قد يتسببها هذا النوع من الحبوب (الترمال) هو أخطر أنواع العقاقير المدمرة للجهاز العصبي والجهاز التناسلي حيث يؤثر على القدرة الجنسية خاصة عند الشباب فهو كدواء معيق للقذف السريع عند الرجال أثناء الإجماع ، حيث انه لا تظهر أعراضه بيوم وليلة كما يسبب أيضا دوخة ، وصداعا،ودوارا،ونعاسا،وغثيانا، وارتباكا،وهلوسة،وعصبية،وطفح جلدي،وزغللة في الرؤية وقابلية للانتحار وفقدان الذاكرة وبشكل كبير جدا و حاد وعدم السيطرة على الكلام ووجع شديد في العضلات والعظام وارتخاء في حال انقطاع الفرد عن تناول هذه الحبوب حيث يكون الشخص المتعاطي عصبي المزاج بشكل عنيف عند ذهاب مفعول الحبة.]
وفي حال تم استخدامها بدون ارشاد طبي للمرضي فالأضرار الناتجة عن كثرة استخدامها ؛ فشل كلوي وتليف في الكبد وفشل تام بوظائف الكبد.
إن السبب الرئيسي لتناول هؤلاء الشباب لهذا العقار الخطير هو الهروب من المشكلات الحياتية ومن ضغوط اقتصادية واجتماعية والخروج من المأزق النفسي لديهم، حيث إنهم لا يعترفون بالإدمان لعمل مزاج عال في حال تم تناول كبسولة 200 مجم ، وذلك للهروب من الواقع المعيشي للمتعاطي.
ونري أن بعض الشباب لهم تصرفات غير محسوبة قد تتسبب في مشكلات عدة.
وينوه محمد الدسوئي ( 25 عاما) :” انا أؤيد الشباب بأن يشربوا الترمال لان الواقع الذي يعيش فيه الشاب لا يساعده على تحمله , واريد ان أقول أن الشباب هم الذين يساعدون بعضهم تناول الحبوب أي أن يأتي شاب متعاطي لصديقه الذي لايعلم كيف شكل هذه الحبة فيقول له خذ هذة الحبة واشربها فهي سوف تنسيك كل همومك وأحزانك فيرفض بالبداية ولكن الشاب المتعاطي يستثير مشاعره ويضغط عليه لكي يتناولها وبعد ذلك يشربها الشباب وبالتالي يدمن علي شرب حبوب الترمال وأريد أنوه لشيئا أن الترمال قد يحدث شلل فقد سمعت قبل مدة بان شاب كنت أعرفه من كثر تعوده علي شربه , ولكني لا أمانع بشرب الترمال لان الحياة التي يعيشها الشاب الفلسطيني حياة بائسة فأنا لا ألوم الذي يشربه وعني انا لا اشربه وذلك لتجنب ارتكاب الخطيئة”.
وهناك بعض العمال يتناولون الحبوب فبل بدء العمل باعتقادهم وأنها تمنحهم نشاط أكبر ، وهناك بعض الأشخاص يستخدموها في الأفراح والمناسبات ويضفونها في العصير والقهوة والنسكافيه ويزيدوا من نسبة السكر وذلك لتفاعل واستمرار مفعول العقار داخل العصير المشروب .
وأوضح الدكتور ياسر أبو عجوة أخصائي علم اجتماع [ أن تدني سعر الترمال في مصانع الهند وباكستان وماليزيا والصين الذي يتم تهربيه عبر الأنفاق الى القطاع مكن عددا كبيرا من الشبان والمراهقين و حتي الأطفال دون 15 عاما من شرائه بسهولة.]
وحول استجابة الصيدليات لتوجيهات وزارة الصحة بعدم بيعه الإ من خلال وصفة طبية حيث هناك تجاوبا كبيرا من قبل الصيادلة في القطاع الإ أن بعضهم لا يزال يتعا\ملوا مع المهنة في شكل تجاري وتصرف هذه الأدوية بهدف الربح.
ويعتبر أن السوق السوداء وتجار الحقائب وطلبة المدارس والجامعات والمراهقين أهم بائعي الترمال ، ولافتا الي وجوب خلق حال من الوعي بل القيام بالكثير من حملات التوعية وخاصة شباب فلسطين لأنهم هم عماد المستقبل وتزويدهم بأضرار هذا العقار الخطير واستعماله خارج اطار الوصفات الطبية.
ويقول الشاب عبد الرحمن تيم (24 عاما ) : [أن الإحتلال الإسرائيلي له دور كبير في تدمير الشاب الفلسطيني فما وصل آلية الحال بقطاع غزة جعلهم يفكرون بالخروج من الحياة المعيشية القاسية واللجوء للحبوب المخدرة ، فالأمر خطير جدا لأن من يتعاطون مثل هذه الحبوب بالآلاف وليس بالمئات ولو صح الأمر لنقول 60% من شباب غزة يتعاطون الترمال وشباب لم يتجاوز أعمارهم 16 عاما فأتمني بأن تنتهي هذه الكارثة وبأسرع وقت ممكن لأنها إهدار أولا للصحة وثانيا إهدار للمال.]
ويقول ربيع المصري المدير العام لمكافحة المخدرات في محافظة غزة [أن الشاب يعتقد أن تناول حبوب الترمال تريحه وتنسيه همومه ولكن هذا أكبر خطأ ، ولو صح الأمر لنقول أن للفقر له دور في ادمان الشاب لتناول هذه الحبوب ، وكمية الترمال التي وجدناها لحتي الآن 250 ملم ، وأن الإدمان في الترمال ي
الأنواع الأخري مثل الأفيون والحشيش ولا يذهب الألم إلا إذا أخد جرعة أخري .
حيث أن الحالات التي تأتي إلينا من المدمنين تحتاج إلي معالجة ومن ثم نوجههم إلي مركز في الشمال لمعالجتهم.
ومن خلال التحقيقات التي نقوم بها استنتجنا أن الحالات الكثيرة من المتعاطين يلجأوا لسرقة وذلك للحصول علي على هذا العقار (الترمال).
فهناك عقار يسمي الحشيش بحجم قطعة 100 غرام ولكنها محدودة في غزة ولكن الشباب يلجأوا أغلب الأحيان للترمال لانه لا يكشفهم فإن الحشيش له رائحة قوية ويستطيع أي أحد شمه فالترمال سهل التناول بمجرد شربه مع الماء ، والمشكلة الآن أن بعض الأشخاص من الناس يدعون أن الأنفاق والمعابر هي تحت سيطرة الحكومة لماذا يتم دخول الترمال ؟؟ولكني أجيب عليهم وأقول أن الأنفاق لا تعود ملكيتها للحكومة فالعابثين بأمن الناس الذين ليس لديهم ضمير .
ولكن بعد التحريات الحديثة والبحث وجدنا يتم دخوله عن طريق الأنفاق داخل أجهزة كهربائية، ووجدنا أيضا في داخل أكياس الشيبس ،وفي داخل الخضروات وخاصة الملفوف، وفي داخل الإسمنت.
ولكننا نتساءل كيف وجد الترمال في غزة ؟ ولكنه وجد عن طريق تجار الكوكئين ففي الماضي منعت الحكومة الكوك واستطعنا بالفعل السيطرة على بعض تجار الكوك ولكنهم التجار استبدلوا الكوك بالترمال وذالك لزيادة الطلب عليه وفي ختام حديثي أود القول أن دخول المواد المخدرة جزء من الحالة التي تؤثر علي حالة الشعب الفلسطيني .]
وتقول مها التي أنهت السنة الثالثة من دراسة التعليم الأساسي في إحدي الجامعات أنها تتعاطي الترمال من سنتين علي الأقل إثر مشكلة عاطفية وتوضح (أترمل لأنسي مآساتي وعدد من صديقاتي يترملون أيضا) وتشتري مها باعترافها 100حبة دفعة واحدة تموين الشهر كله ، وتعتقد أن ليس للترمال أي مضار فدرجاتها في الجامعة جيدة وأوضاع أسرتها المالية تسمح لها بالإستمرار في شرائه لافته إلي أنها تخفيه عن ذويها .
ولكن علي من تقع مسؤولية تعاطي الشباب لهذا العقار الخطير؟
إن البيئة النفسية تسمح للشاب بتناول الحبوب وهي التي تحدد سلوك الإنسان مع الآخرين وانفعالاته ، وذلك كله يقع تحت مسمي الإهمال عند الأهالي .
يقول رئيس لجنة الإفتاء د . مازن إسماعيل هنية : ” أن حفظ نفس الإنسان مقصد من مقاصد الشريعة التي جاءت بها , ومشروعية التداوي تأتي في سياق حفظ النفس , بالرغم مما في الدواء من مفسدة لأنه مكون من مواد لها آثار سلبية على نفس الإنسان , ولكن الموازنة بين المصالح والمفاسد , تقتضي دفع مفسدة المرض الكبيرة بالدواء وإن كان فيه مفسدة لأن مفسدته دون مفسدة المرض , لذلك لا يجوز للإنسان أخذ الدواء المشتمل على المفسدة , دون الحاجة لذلك , ففيه إضرار بالنفس والإضرار حرام , قال – صلي الله عليه وسلم- : (لا ضرر ولا ضرار ) , وأما المنشطات الجنسية على وجه الخصوص بأسمائها المتعددة ,(الترمال , والسعادة ) فإضافة لما ذكرنا من مفسدة الدواء فيها فإنه يضاف إليها أمر أكثر خطورة فهي شكل من أشكال المخدرات , فيجتمع فيها الحرام من جوانب متعددة , يضاف لذلك أنها تخرج بالإنسان عن طبيعته السوية التي خلقه الله عليها , فيخرج عن حالة الاستواء , وتخرج الزوجة أيضا مع زوجها عن الحالة الطبيعية السوية , ولذلك المال يهدد أمن الأسرة واستقرارها وعفتها , واذا كان الدواء يتضاعف خطره على صحة الإنسان فيعرضها للهلكة , فإن القول بحرمة المنشطات يرقى إلى القطيعة , لذلك فإن حرمة التعاطي لها لا يقل عن حرمة المتاجرة فيها وترويجها , فإنه يأخذ شكلا من أشكال الإفساد في الأرض “