تختلف عادات وتقاليد المغاربة من مدينة إلى أخرى، باختلاف المناطق والجهات الموجودة فيها، وطابع أناسها وخصوصياتهم، مما أضفى على ذلك تنوعا كبيرا في أنماط الزي واللباس ووسائل التجميل، وشكل الاحتفالات، وطقوس الاحتفاء ببعض المناسبات التي تخص منطقة دون غيرها.
حبيت اهديكم هذا الموضوع عن العرس في شمال المغرب .....
بالنسبة لنا في شمال المغرب يستمر العرس 3 ايام اليوم الاول الحناء ....في الصباح الباكر تذهب العروس واخواتها وصديقاتها الى الحمام المغربي التي تقوم عائلة العروس بكرائه .....
الحنــــــاء
الحناء عبارة عن شجيرة يتراوح ارتفاعها بين متر وخمسة أمتار، أوراقها بسيطة متقابلة على الساق. وتحمل الأزهار الصغيرة البيضاء ذات الرائحة الزكية في عناقيد، والثمرة صغيرة تحوي بذورا هرمية الشكل. وينتمي النبات إلى الفصيلة الحنائية، ورائحة الأزهار العطرية ناتجة عن إفرازها لزيت طيار.
ويزرع النبات في أوائل الربيع وتحصد أوراقه بقطع الفروع وربطها في حزم تجفف في الشمس، وتفصل الأوراق عند الفروع بدقها بالعصى، ثم تفصل عن العيدان وتغربل لفصل الشوائب، وتحتوي أوراق الحناء على مادة ملونة تسمى "لاوسون"، وهي من الأصباغ النباتية الثابتة. وقد استخدمت الحناء لعدة آلاف من الأعوام في إنتاج مستحضر تجميل أحمر برتقالي اللون يستخدم في صبغ الشعر وأظافر الأصابع والبشرة والجلد. وقد عرف المصريون الحناء واستخدموها في خضاب مومياءاتهم، حيث عثر على مومياءات غطيت بقماش مصبوغ بالحناء. كما كان استعمال الحناء قبل العرس تقليدا فرعونيا قديما، فالخضاب بالحناء مطهر للجلد.
وفي المساء يبتدئ الاحتفال بعد العصر حيث يكون المدعوين كلهم من البنات .....بنات العائلة وصديقات العروس والاقرباء ...حيث ثقوم واحدة متخصصة بنقش الحناء في يد ورجل العروس ..وكل قريباتها .....
هنا تجلس العروس كي تنقش الحناء وفي الخلفية تسمع اغاني خاصة بالحناء ..
منها مثلا اغنية مشهورة في الشمال ...
مدي يديك مديها .....بالحناء رديها
يالعزيزة علي
يالعايلةقالت لك امك .....لا تبكي واسكتي
ياامي ماسخيتشي باخواتي ....
والمعنى واضح .اما معنى الجملة الاخيرة ان العروس ترد على امها بان فراق اخواتها صعب لهذا لا تستطيع التوقف عن البكاء وفعلا تلاقين معظم من في القاعة يبكي خصوصا العروس وعائلتها....
بالنسبة للباس العروس يكون كله ابيض مطرز وتنسدل من راسها غطاء شفاف وفي هذا اليوم لا تضع العروس مكياج عندنا في شمال المغرب وان كان في مناطق اخرى الامر مختلف.
الثاني يوم النساء عندنا في شمال المغرب لايكون هناك اختلاط يوم انساء وحدهم ويوم الرجال وحدهم ...هذا اليوم تذهب العروس للكوافير من الصبح ...ويبتدئ الاحتفال من العصر ويستمر الى نصف الليل ......تكون فرقة الغناء كلها من النساء ...والحظور هذا اليوم للجميع نساء وبنات ...
تلبس العروس اللباس التقليدي الجميل ....
العروس المغربية تلبس اكتر من فستان في هذا اليوم .... هو عبارة عن اللباس المغربي التقليدي .....ومزين بجواهر كتيرة مميزة وتاج على الراس ....
هذا الذي تجلس عليه العروس يسمى الهودج وغالبا ما تكون العروس ترتدي اللون الأبيض (القفطان الأبيض)
[
img]http://www.monmaghreb.com/images/maiagemaroc/amaria.jpg[/img]
تخضع حفلات الزواج بالمغرب لمزيج من العادات والتقاليد التي تتباين كلما انتقلنا عبر مناطق وأرجاء المملكة المغربية، فعادات الشرق تختلف عن عادات الشمال، وعادات المدن الأصيلة كفاس ومراكش والرباط تختلف عن عادات المدن حديثة النشأة مع استحضار الفارق بين عادات كل من الفاسيين والمراكشيين وهكذا.
وإذا قدِّر لك وحضرت عرسًا "أمازيغيا" أو "صحراويا" فستكون حيال عالم آخر من المعتقدات في نظرتها للزواج، غير أن القاسم المشترك بين كل هذه العادات هو الحرص على إعطاء كل ارتباط جديد بين رجل وامرأة قدسية خاصة تذهب أحيانًا إلى حد المغالاة في زيادة أيام الاحتفال على شاكلة ألف ليلة وليلة.
تحكي الجدات أحيانًا بحسرة عن الأيام الخوالي حيث كانت الأعراس المغربية تدوم سبعة أيام بلياليها، فيتحدثن عن جيل أصابه مرض السرعة حتى في لحظات الفرح، فالبعض قلّصها إلى ثلاثة أيام والبعض الآخر اكتفى بيوم واحد.
وبالرغم من تنوع عادات وتقاليد الزواج بالمغرب واختلافها من منطقة إلى أخرى، فإنها تشترك على الأقل في خطواتها الأساسية.
اليوم الأول
يخصص لحمام العروس، حيث ترافقها صديقاتها وبنات العائلة. وفي تقاليد سكان مدينة الدار البيضاء الأصليين يتم حجز الحمام العمومي خصيصًا لذلك اليوم، فينظف قبل حضور العروس من قبل بعض نساء العائلة ويعطر بمختلف أنواع البخور، ويكون هذا اليوم يومًا مشهودًا؛ إذ تذهب فيه كل نساء العائلة برفقة العروس إلى الحمام.
اليوم الثاني
يخصص لحناء العروس، إذ أن نقش الحناء من العادات الإسلامية الراسخة في المجتمع، حيث يعتبر التخلي عن هذه العادة في المعتقد الشعبي نذير شؤم بالنسبة للعروس فيما يخص حياتها الزوجية.
اليوم الثالث
من أهم أيام حفل الزفاف المغربي، إذ فيه تزف العروس إلى زوجها، ولكن قبل ذلك يتم إحضار سيدة تتكفل بلباس وزينة العروس تدعى في اللغة الدارجة المغربية "بالنكافة"، والتي لا يمكن لعرس مغربي أن يمر من دونها. إذ تحرص هذه السيدة في هذا اليوم أن تلبس العروس في كل ظهور لها أمام الحضور (طلة) لباسًا تقليديًا مختلفًا يمثل بعض مناطق المغرب؛ كاللباس: الفاسي والشمالي والأمازيغي وبعض أنواع القفاطين، يُضاف إلى ذلك بعض الأزياء الأخرى الدخيلة على حفل الزفاف المغربي، والتي شاع استعمالها مؤخرًا، مثل: الزي الهندي والخليجي.
وأخيرًا تكون "الطلة" الأخيرة للعروس بثوب الزفاف الأبيض الأوربي. وتُراعي "النكافة" مع كل تغير في نوع اللباس اختيار الإكسسوارات الملائمة لذلك، الشيء الذي يجعل هذا اليوم أشبه بحفل لعرض الأزياء، يرافق عادة عرض الأزياء هذا بانوراما موسيقية تعزفها إحدى الأجواق التي تكيف موسيقاها وأغانيها حسب نوع لباس العروس، فتكون خليطًا من الأغاني الشرقية والمغربية بشقيها العصري والفولكلوري.
وتختلف طريقة زفّ العروس إلى زوجها حسب المناطق المغربية، إلا أنه في الغالب تُزف على الطريقة الغربية، حيث تأخذ في سيارة فخمة تطلق أبواقها على طول الطريق الذي تقطعه.
ولا زالت العروس في البوادي المغربية تُزف في هودج يحمل على الأكتاف أو على ظهر حصان ويُسمى باللغة الدارجة المغربية "العمارية". وعادة "العمارية" هذه لا يزال يحتفظ بها في مدن شمال المغرب، حيث يُطاف بالعروس على الأكتاف في الأحياء المجاورة لتركب السيارة بعد ذلك نحو بيت زوجها.
إن الخطوات السالفة الذكر تجعل من الزفاف المغربي زفافًا مكلفًا للغاية، حفاظا على المظهر الاجتماعي للأسرتين، وذلك من خلال الحفاظ على التقاليد التي يجب احترامها بتفاصيلها في حفل الزفاف التقليدي.