أخبار فلسطين / غزة (خاص)
استبعد باحثون ومحللون سياسيون فلسطينيون قيام الصهاينة بشن حرب جديدة على قطاع غزة، واعتبروا أن ضعف الجبهة الداخلية للكيان الذي فضحه حريق الكرمل مؤخراً هو ما سيحول دون تنفيذ ذلك العدوان.
وقال المختص في الشأن الصهيوني ناصر اللحام :" إن حريق الكرمل كان بمثابة عنصر مفاجئة بالنسبة للجبهة الداخلية لكيان الاحتلال؛ حيث أظهر وهناً واضحاً في قدراتها على التعامل مع الحوادث والكوارث".
وتابع اللحام يقول لـ"أخبار فلسطين" :" الكيان الصهيوني ليس كما يحاول البعض أن يظهره بأنه قوة لا تنهزم بل هو مثل أي دولة من دول العالم الثالث ومثل باقي شعوب العالم ممكن أن يعاني وأن يستنفذ"، مستدركاً:" لكن احذر من المبالغة في الحديث عن ضعف جبهة العدو".
وشدد هذا الخبير على أن "إسرائيل" ليست إمبراطورية، "فهي مجرد "دولة" استعمارية تنفذ مخططات وبرامج معينة"، كما قال.
وفي سؤاله عمَّا إذا كانت حكومة الاحتلال ستقدم على تنفيذ حماقة عدوانية جديدة ضد غزة، عبَّر اللحام عن اعتقاده بأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يفكر بطريقة مختلفة من أن يقوم بشن حرب اعتيادية بل سيتخذ أسلوباً معيناً كأن يأمر بتنفيذ عمليات اغتيال وتوجيه ضربات لأهداف معينة تضر بمصالح حزب الله أو المقاومة في القطاع، دون أن يفتح على نفسه جبهة مواجهة كاملة.
من جانبه، توافق الباحث والمحلل السياسي حسن عبدو مع اللحام فيما ذهب إليه من أن الكيان قد انفضح أمر جبهته الداخلية عقب حريق الكرمل، مشيراً إلى أن قادة الاحتلال أنفسهم أقروا بأن الحريق كشف ضعفاً كبيراً في الجبهة الداخلية.
وينوه عبدو -في حديثه لمراسل "أخبار فلسطين" - إلى أن قادة العدو يقدرون بأن تداعيات الحريق ستعيق وتمنع نتنياهو أو أي زعيم صهيوني آخر من اتخاذ قرار الحرب تجاه إيران أو لبنان أو سوريا.
واستبعد هذا الباحث أن تشن حرب على المدى القريب ضد قطاع غزة، مضيفاً:" كل الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال تؤكد أن "إسرائيل" تهدف من وراء تهديداتها وتلويحها بشن حرب جديدة لإشاعة الخوف والتأثير على سلوك المقاومة".
واستطرد عبدو يقول:" "إسرائيل" حالياً تمتلك خيارات الحرب، ولكنها لا تملك فرص النجاح فيها، وهي اليوم أشبه بدولة عالم ثالثية تتحدث كثيراً وتفعل قليلاً ...".