زَوْجِي اسْتَبَدَّ
حَسِبَ التَّعَالِيَ قُرْبَةً وَثَـوَابَـا ** ظَـنَّ التَّكَبُّـرَ حِكْمَةً وَ صَوَابَا
فَلَمَحْتُـهُ يَخْتَـالُ بَيْنَ بُـرُوْدِهِ ** وَيَتِيْـهُ فِيْ وَادِ الْهَوَى إِعْجَـابَا
رِفْقًـا فَتَاتِيْ إِنَّ بَعْلَكِ يَـرْتَقِـيْ ** قِمَمَ الْفَخَارِ وَمَنْ تَفَاخَرَ خَـابَ
أَهْدَيْتُهُ خُطَبَ الرِّقَاقِ فَمَا ارْعَوَى ** وَطَلَبْتُ مِنْـهُ تَوَاضُعًـا فَارْتَابَ
وَأَتَـاهُ خِنْزَبُ لاَبِسًا ثَوْبَ الشَّقَا ** وَدَعَـاهُ يَلْـبَسُ مِثْلَهُ فَـأَجَابَ
رَدَّتْ سُمَيَّةُ بِالدُّمُوْعِ فَأَوْجَـزَتْ ** وَقَرَأْتُ فِيْ تِلْكَ الدُّمُوْعِ جَوَابَا
زَوْجِي اسْتَبَدَّ وَلَمْ يَمِلْ لِتَفَاهُـمٍ ** أَنَـا لَمْ أَجِـدْ لِجَفَائِـهِ أَسْبَابَا
أَنَا مَـاحَسَسْتُ مَـوَدَّةً وَمَحَبَّةً ** إِلاَّ الْمَذَلَّـةَ تَطْـرُقُ الأَبْـوَابَا
مُنْذُالْتَصَقْتُ بِهِ ابْتُلِيْتُ بِحُـرْقَةٍ ** تَغْتَالُ قَلْبِيْ تُسْقِطُ الأَهْـدَابَا
وَكَأَنَّنِيْ أَمَـةٌ ثَوَيْـتُ بِـدَارِهِ ** أُمْسِيْ وَأُصْبِحُ أَمْسَحُ الأَعْتَابَا
شَكْوَايَ أَرْفَعُهَا لِمَنْ خَلَقَ الْوَرَى ** أَنْ يَقْمَــعَ الْمُغْـتَرَّ وَالْكَذَّابَا
فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنِيْ وَذُبْتُ نَدَامَـةً ** إِذْ لاَ تَحُـوْزُسُمَيَّـةٌ جِلْبَـابَا
وَتَنَـامُ فَـوْقَ أَسِرَّةٍ مُنْهَـارَةٍ ** وَحَشَتْ فِرَاشَ مَنَامِهَا أَعْشَابَا
لَبِسَتْ ثِيَابَ الذُّلِّ وَهِيَ عَزِيْزَةٌ ** مَا مَسَّ كَفُّكِ يَـافَتَاةُ خِضَابَا
أَبُنَيَّ رِفْقًـا فَالتَّكَبُّـرُ سَـوْءَةٌ ** وَيُبَــدِّدُ الأَخْلاَقَ وَالآدَابَا
وَالظُّلْمُ طَاغُوْتٌ تَجَبَّـرَ وَاعْتَلَى ** قِمَمَ الْجَحِيْمِ فَتُبْ زُهَيْرُ مَتَابَا
وَارْفُقْ بِزَوْجِكَ يَـازُهَيْرُ فَحَقُّهَا ** فَرْضٌ سَيَلْقَى الْغَامِطُوْنَ عَذَابَا
أَيْنَ الْوَصِيَّةُ بِالنِّسَاءِ فَهَلْ مَحَى ** آثَارَهَا جَهْـلٌ فَشَبَّ وَشَابَ
هَـلاَّ أَفَاقَ زُهَيْرُ مِـنْ طُغْيَانِـهِ ** أَمْ غَاصَ فِيْ بَحْرِالشَّقَاءِ وَذَابَ
هَـلاَّ أَفَاقَ زُهَيْرُ مِنْ نَزَوَاتِـهِ ** وَتَذَكَّرَ الْيَوْمَ الْعَصِيْـبَ فَتَابَ
أَزُهَيْرُ إِنَّـكَ مَيِّتٌ وَمُفُـارِقٌ ** أَيْنَ الْمَفَرُّ وَقَدْحَمَلْتَ كِتَـابَا
لُذْ بِالْفِرَارِ مِـنَ اتِّبَاعِكَ لِلْهَوَى ** قَبْلَ الْهَوِيِّ وَلَمْ تَجِدْ أَصْحَابَا
تِلْكَ النَّصِيْحَةُ يَا زُهَيْرُ فَطِرْ إِلَى ** بَحْرِ الْمَتَابِ إِذَا خَشِيْتَ عِقَابَا
تِلْكَ النَّصِيْحَةُ يَا زُهَيْرُ فَطِرْبِهَـا ** فَرَحًا فَقَدْ فَازَالْمُطِيْعُ وَطَـابَ