بين المقاومة و المساومة

[size=25]بسم الله الرحمن الرحيم

بين المقاومة و المساومة

حين تدقق عزيزي القارئ بين هاتين الكلمتين تجد اشتراكهما في جميع الحروف إلا حرفاً واحداً هو الحرف المختلف ، وهو الذي يجعل المتصف بالصفة الأولى في طليعة الناس ، بينما يجعل المتصف بالصفة الثانية من أسوأ الناس خلقاً خاصة إذا كانت المساومة على غال أو نفيس كعرض أو وطن أو دين .

حروف كلمة المقاومة مضيئة كنور الشمس فهي تعني أنّ منا التضحية ومن الله النصر ، ومنا البذل ومن الله العطاء ، منا الفداء ومن الله الجزاء .

قاوم أخي اختي المسلم ولا تساوم ، أينما كنت قاوم ، وحيثما وجدت قاوم .... قاوم شهوات نفسك بتقوية إيمانك ،وتربيتها على التقوى ، فأنت في هذا الزمان درة نشأت في محارة الدين وغدت براقة في كل وقت وحين .

قاوم أخي اختي المسلم كل شيطان مريد يساومك على عمرك ليكسب جولة من جولات الباطل ، ويضل من كرّمه الله على سائر خلقه .

قاوم الجهل بالعلم ولا تساوم على أيام عمرك تقضيها في غفلة وجهل ، ولا تنتبه إلا في أرذل العمر ، أو حين يضم جسمك القبر .

قاوم كل ضلالة واضحة أو متوارية فالحق واضح ، والضلال ضنك وعذاب ، والعدو لا يرضى عنك إلا إذا سرت على هواه ، فلا تحقق مكائده ، ولا تنساق إلى مساربه .

قاوم النفس وما تنزع إليه من شهوات ، واسع إلى درب الحلال يعينك الله ، ونزّه نفسك عن المنكرات ، فأنت بترفعك عنها إنسان .

قاوم في مجتمعك الرذيلة ، قاومها بنشر الفضيلة ، فالناس في معدنها الخير وأنت عندك من الأساليب ما يجعل الناس يلتفتون عن المنكر ، كنور الشمس الذي يمحو الظلام .

وإذا كانت بلادك قد امتحنت بعدو غادر أو عدو طامع ، فقاوم.. قاوم.. قاوم ولا تساوم ، أوقف المدّ الأثيم ، واردع العدو اللئيم ، فأنت عندها تقاوم ولا تساوم على أرض أو على عرض أو دين .

هذا العدو _ كما تراه _ إذا دخل أرضاً اغتال عفاف نسائها ، وسلب خيراتها ، ومنع حرية التدين فيها ، وألصق تهماً بمن تديّن فقلب المعنى بلفظ يخدم هواه و مصلحته ، كلّ ذلك كي يتمكن في أرضك ، ويقهر أهلها ، ويجعل العزيز فيها ذليلا .

قاوم من أجل بيتك ، ومن أجل وطنك ، ومن أجل دينك ، ومهما كانت الخسارة في الروح والأبدان ، أو في المال والعتاد ، فأنت رابح .. رابح .
لأنّ من مات دون عرضه فهو شهيد ، وكذلك من مات دون ماله أو دينه

أيّها الشهيد : أنت بطل انضممت إلى قافلة الشهداء ، يعرف فضلك أهل الفضل ، وتتلقاك ملائكة السماء بالبشر ، وتذكرك الأجيال في كل عصر ودهر .

حياة المجتمعات تغذيها دماؤكم أيها الشهداء ، ومواقفكم أيّها الأحرار بكلمات الحق التي تنطقون بها لتنقلها وسائل الاتصال الحديثة ، أو تخطونها بأيديكم عبر الوسائل المختلفة .

أفبعد تضحيات الشهداء والأحرار ننهزم أمام أنفسنا ، كيف ينساق أحدنا إلى هواه ، ويتبع خطوات شيطانه ليبدو فاراً من معركة نفسه بينما غيره يرتقي بنفسه فترى علائقه جيّدة وأعماله نيّرة وتضحياته جمّة .

أوليس غريباً أن يُغتال عفاف ذات الصون من قبل مستعمر غشيم وأنتِ_ أيتها المسلمة _ لا أحد يتعرض إليك ، ومع ذلك تسعين في درب الرذيلة طواعية و بخطوات واسعة ، لا يجبرك على ذلك إلا الغفلة والهوى !

أوليس غريباً أن يسهر الفتى ليشاهد الفسق ألواناً وأشكالاً ، وأخوه في أرض مجاورة يؤرقه همّ بلاده وقومه .

إنّ حقّ الأخوة يقتضي المشاركة بما نستطيع وأقلها استشعار الواقع ، والمشاركة بالمشاعر ، والإحساس يالمعاناة ، والاستقامة ، ومنها الإنفاق من المال والوقت والعلم والرأي حتى نكسب أجرهم ولكي لا نفتن بعدهم .

مما قرأت