أطفال فلسطينيون يعملون على تدوير النفايات وإعادة إستخدامها

تقوم مجموعة من الاطفال والنساء في قطاع غزة باعادة تدوير النفايات الصلبة للاستفادة منها في حياتهم اليومية، مؤكدين ان الفكرة نبعت من قلب الحصار المفروض على قطاع غزة منذ اكثر من ثلاث سنوات.

صخر ابو العون من غزة : في معرض خاص في مدرسة في مخيم الشاطىء للاجئين الفلسطينيين، عرضت مجموعة من الاطفال والنساء ما تم اعادة تدويره من النفايات في معرض خاص بينها اوان للورد ونماذج سفن ولوحات وقطع للزينة... لكها مصنوعة من المخلفات.

وعرضت الطفلة شيماء (10 سنوات) الطالبة في الصف الخامس الابتدائي في مدرسة اسماء الابتدائية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) ما صنعته من مخلفات بلاستيكية ثم غطته بالقماش.

وتقول "الان استطيع ان استخدمها حافظة للاقلام. تعلمت في النادي البيئي المحافظة على بيئتنا. نصنع اشياء مفيدة لنا وللاطفال من الاغراض التي استهلكناها في المنازل".


اماالطفلة ألاء (10 سنوات) التي صنعت سلسلة من حبات المعكرونة الصغيرة وقشر الفستق وقامت بطلائها باللون الفضي، فاكدت "تعلمنا في النادي البيئي كيف نستفيد من المخلفات المنزلية واعادة استخدامها في اشياء تفيدنا لنحافظ على البيئة نظيفة ونرشد الطلاب زملاءنا".

وقالت المدرسة سميحة في مدرسة أسماء "هدفنا هو تعليم وارشاد الاطفال والمجتمع على كيفية اعادة استخدام المخلفات الصلبة في حياتنا اليومية، وقد اعتمدنا في النادي البيئي على اغراض اساسية كالقماش المستهلك والملابس المستهلكة والخشب والمواد البلاستيكية".

واضافت "قمنا بصناعة اشياء يمكن ان تفيد في مجتمعنا وان تستخدم في منازلنا والهدف هو تعليم الاطفال الترشيد في القاء النفايات والمحافظة على بيئتنا واستخدام الكهرباء والمياه".

وقال المحامي تامر ابو كويك منسق مشروع النادي البيئي "اننا مجتمع استهلاكي ونسعى الى تحويل هذا المجتمع من استهلاكي الى انتاجي عبر استعادة المواد البيئية المستهلكة واقامة دورات لطلاب من الابتدائية في كيفية اعادة تدوير النفايات والمواد المستهلكة".

واوضح ان "الشق العملي هو كيفية اعادة المواد المعدومة والتالفة الى مواد نستطيع الاستفادة منها واعادة تدويرها مرة اخرى".

وتابع ان "الفكرة التي قمنا بتطبيقها في خمس مدارس، نبعت من قلب الحصار (...) اذ يمكننا في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة ان تستفيد من المواد التي نلقيها".

واكد ابو كويك "اخترنا منطقة مخيم الشاطىء للاجئين لتطبيق المشروع لان عقلية الطفل مختلفة في المخيم فاوضاعه الاقتصادية والمعيشية الصعبة تجعل الاستفادة من كل شيء حوله ممكنا".

وتابع ابو كويك ان "المشروع يصعب تطبيقه في الوقت الراهن بسبب الحصار (...) لكن من خلال الجولات التي قمت بها داخل المدارس وجدت استيعابا للفكرة ورغبة في مساعدة البيئة".

وصنعت الطفلة مريم (10 سنوات) ستارة من القش من بعض الأوراق والخيوط.

وقالت انها استغلت استخدام الورق بدلا من رميه والخيوط ايضا و"استفدنا من المخلفات الصلبة لاعادة استخدامها في شيء يفيد مجتمعنا وبيئتنا حتى لو بأشياء بسيطة".

واضافت انها تستخدم "اشياء غير مكلفة ماديا ومفيدة لنا".

واكدت ان "كل شيء من المخلفات يمكن الاستفادة منه حتى عيدان المثلجات". وتابعت "استطعنا صنع سفينة من الورق المقوى وقشر الفستق الحلبي والمعكرونة واشياء اخرى يرميها البعض (...) حتى علب الكولا الفارغة أعدنا استخدامها".

اما سمير كنعان (27 عاما) العضو في النادي البيئي فقال ان "فكرة النادي البيئي تقوم على اختيار مجموعة من الطلاب الذين نشعر بانهم قادرون على الابداع والابتكار".

واضاف "بعد ذلك، يتم تعليم الاطفال كيفية الابتكار والاستفادة من الاشياء المهملة والنفايات مثل الكرتون وعلب الكولا والخشب واوراق القش".

وقالت سمر ابو النجا (31 عاما) التي سبق ان شاركت في المعرض الفني الذي افتتحته جمعية انصار البيئة في خان يونس جنوب قطاع غزة "تعلمنا كيف نستفيد من الاشياء البسيطة المهملة ونصنع بها اشياء ذات قيمة".

واضافت "هناك اشكال نصممها من اوراق المحارم وغيرها من المواد التالفة التي نلقيها في القمامة".